28/08/1443
ARPA ، رئيسة الميثاق العالمي للأمم المتحدة: "نحن بحاجة إلى تغيير العقلية"
رابط الخبر هنا.
تقدم كلارا آربا أزوفرا، رئيسة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في إسبانيا، إيزابيل غيرا، "امرأة متفانية، صغيرة البنية وكرست حياتها لدينها
أنا أمثل الجيل الثاني من شركة عائلية، كما نجد العديد منها في محيط الأعمال في إسبانيا، أسسها في الستينات أب مقدام للغاية وصاحب رؤية.
طوال سنوات عمر الشركة، كرست عائلتي نفسها لترسيخ المؤسسة وضمان استمراريتها بتفان ومثابرة، وكذلك كل الأشخاص الذين مروا بها خلال هذا الوقت، تاركين بصمتهم وعملهم الجيد.
خلال هذه السنوات الخمسين، مررنا بأكثر من أزمة ونأمل أنه على الرغم من أن الرياح في الوقت الحالي ليست مواتية، وتأتي بما لا تشتهي السفن، إلا أننا سننجح في مواصلة الإبحار لنقدم الفائدة لكل من يدعمنا ويساعدنا من خلال عملهم وجهودهم والتزامهم للخروج من هذه العاصفة.
الأمر ليس بالسهل، لكن التزامنا قوي ونثق في النتيجة الإيجابية لإصرارنا وتفانينا. ولكن علينا تصحيح المسار واتخاذ قرارات صحيحة. تغيير الاتجاه ليس بالأمر السهل في مثل هذه البيئة العدائية ولهذا نحتاج إلى التكيف مع الرياح المتقلبة. يبدو المستقبل غير مؤكد الآن والرؤية غير واضحة.
لقد واجهنا جائحة كوفيد 19 منذ عامين وكنا نعتقد أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءًا، وأننا سنعود إلى الوضع السابق يومًا في المدى المتوسط. لكن هذه الفكرة تزداد بعدا كل يوم.
الاستدامة والتنمية
علينا تقبل فكرة أن المستقبل لن يكون مشابها للأوضاع من قبل والتكيف مع ذلك يوما بعد يوم. يجب أن ننتهز فرصة هذه الظروف لتعلم فورا القيام بالعمل بشكل مخالف، وأن ننسى الجملة التي تقول "نحن نقوم بالأشياء دائمًا على هذا النحو". كلما أسمعها أتساءل عما إذا كانت كلمة "دائمًا" تشير إلى آخر 10 أو 20 أو 30 أو 50 عامًا.
في صغري، أتذكر أننا كنا نعيد الزجاجات الفارغة إلى المتجر، ونسلم الأحذية البالية للإسكافي لإصلاح النعل ونرقع كوع السترات وموضع الركب على البنطال.
"التنمية مستدامة أو لا تكون"
كنا نصلح الأجهزة في محل الحي. كانت هناك محلات خردوات وخياطات ومتاجر تبيع كرات من الصوف من جميع الألوان لحياكة القبعات والأوشحة والسترات والتي كانت تدوم مدى الحياة. كان هناك جامعو خرق وتجار خردة يعيدون تدوير ما جمعه البواب شهريًا من جميع الجيران ويمكنني أن أواصل ذكر أمثلة من هذا القبيل لساعات. باختصار، لم يكن الاستخدام الواحد موجودًا.
هناك شعار أحبه "التنمية مستدامة أو لا تكون". خلال السنوات السبعين الماضية، تطور المجتمع بشكل غير مسبوق، كما لم يحدث في أي من العقود السابقة. لقد شهدنا أكبر نمو سكاني تم تحقيقه على الإطلاق بأكثر من 5000 مليون نسمة في السنوات السبعين الماضية، وتضاعفت كمية الموارد التي نحتاجها للوصول إلى المستوى الحالي للمجتمع بشكل كبير.
حاليا، وفق المبادرة overshoot day (يوم تجاوز موارد الأرض)، والتي تحسب الاحتياجات السنوية لسكان العالم من الموارد الطبيعية، نحتاج لكوكبين ونصف. تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيبلغ عدد سكان العالم أكثر من 8000 مليون نسمة وما يزيد قليلاً عن 10000 بحلول عام 2050.
الأزمات والتغيرات
نواجه أزمة في قطاع الصحة والنقل والمواد الأولية والطاقة...
ونعاني حالة من انعدام الأمن كما لم نشهدها في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية حسب للخبراء. كما ذكرت، علينا أن نقوم بتصحيح المسار كمجتمع وأن نواجه في نفس الوقت التغيير الخاص بنا. على المجتمع بأسره أن يشارك فعلا في هذا التغيير، وعلى كل شخص أن يتولى مسؤولية سلوكه.
لن تعود الأمور كما كانت من قبل، ولن يكون المجتمع كما في الماضي. وسيتعين علينا إعادة التعلم، ولكن ماذا. أولاً، التقليل في استهلاكنا للموارد والتخلي عن ذلك، والتصرف بطريقة تجعلنا أكثر كفاءة في توظيفها، وثانيًا، التعلم من جديد باستخدام
نحن مدربون على مهارات وتخصصات لم نكن نعرفها حتى الساعة. من كان في سن معينة وكبر في بيئة تناظرية، من الصعب عليه التكيف مع الرقمنة، ولكن الرقمنة لا تقتصر على الكتابة السريعة على لوحة مفاتيح تعمل باللمس، ولا هي معرفة كيفية التعامل مع تطبيقات على الهاتف الذكي.
علينا أن نواجه بيئة غير مريحة إلى حد ما بالنسبة لمعظم الناس، ولكنها جد مفيدة لإتقان المهارات الرقمية التي تمكننا من جعل الآلات تتحدث مع غيرها من الآلات، بحيث تكون قادرة على استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة. في هذا الصدد، يخدم كل من الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات نفس الغرض.
الاتفاقية الأوروبية الخضراء
يجب أن نتحكم في الأنشطة الصناعية والحضرية والشخصية... لمراقبتها أولا ثم الاستمرار في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتدعمنا في توجهنا اقترحتها أوروبا سنة 2020 فيما يتعلق بالاتفاقية الأوروبية الخضراء. هي وسائل للتغيير فيما يهم القطاعات الاقتصادية ستجعل من أوروبا في منتصف القرن قارة خضراء ورقمية.
لنستخدم ما بين أيدينا: الريح والشمس للحصول على طاقتنا واستقلاليتنا، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الموارد وتوفيرها لجعلها أكثر كفاءة. لنساعد فرق العمل على التكيف ولنعد تدريب العمال من جديد ولنشجعهم على أن يكونوا عناصر فعالة في مستقبلهم، مع العلم أنه كلما زاد التدريب والتكيف، كلما كان العمل أكثر قيمة واستقرارًا.
لكل هذا نحتاج إلى تغيير في العقلية. نحن بحاجة للتدريب. لوضع أفضل ما في المجتمع في خدمة هذه الغاية، نحتاج الاقتناع بأن أفعالنا، فردية كانت أو جماعية، تتماشى مع هذا التغيير العميق الذي نحتاجه لتصحيح المسار. نحتاج إلى التزام المجتمع بأسره، كشخص واحد، له هدف واحد.
نحن بحاجة إلى جميع العاملين، وأصحاب القرار، والمؤثرين بأي طريقة ما في مختلف القطاعات، للالتزام بالعمل على التغيير حتى نتمكن معًا من تحقيق هذا التحول، وتغيير الاتجاه للابتعاد من مقولة "نحن نقوم بالأشياء دائمًا على هذا النحو" والانتقال إلى الإنتاج المسؤول والاستهلاك المسؤول.
خطة 2030 وأهداف التنمية المستدامة
أنا محظوظة لكوني عضوة في مجلس إدارة الميثاق العالمي للأمم المتحدة (UNGC) ورئيسته في إسبانيا. تمكنني هذه المهمة من بعد النظر وإمكانية العمل عن كثب مع المجتمع الدولي على تنفيذ خطة 2030 في مختلف القطاعات الاقتصادية وخاصة في القطاع الخاص.
يشكل جدول العمل هذا أداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المعلن عنها سنة 2015. وهي أهداف سارية المفعول إلى غاية سنة 2030، ذلك لأننا لا نعلم على وجه اليقين ما الذي سنحققه وما الذي يحمله المستقبل الذي نراه بعيدا عنا.
كل هذه الأهداف أولوية ومستعرضة، إلا أنني أعتقد أنه يجب التأكيد على الهدف رقم 12، ألا وهو الاستهلاك المسؤول والإنتاج المسؤول.
إذا تمكنا من التصرف بمسؤولية على الصعيدين المهني والشخصي، إذا انتقلنا من صفة عملاء مهتمين أولا بسعر السلع أو الخدمة إلى مستهلكين، إذا كانت لدينا القدرة على ممارسة قوتنا كمشترين يقومون باختيار مسؤول أينما تمكننا من التأثير كمواطنين إذ يقول الخبراء دائما أن القرار يعود إلى المستهلك... عندها فقط من شأننا أن نغير المسار وأن نتمكن، بالرغم من الصعوبات الهائلة التي تواجهنا، من الخروج من هذه العاصفة بموقف مختلف، بهدف آخر ووجهة أخرى.
"حان وقت التغيير الفعلي"
كما قالت زميلتي كريستينا أراندا في مقال سابق "حان وقت التغيير الفعلي". لنتعلم كل تلك التخصصات الجديدة والضرورية، لنقم بذلك دون خوف، لنلزم أنفسنا كأفراد بالتأثير عبر سلوكنا في التغيير كل يوم. لنشرك الجميع، لنكن متنوعين ولنراهن على ما هو لنا ونحاول معا كمجتمع وكأشخاص، ليكون الجميع جزءا من التغيير.
"حان وقت التغيير الحقيقي"
كما قلت في بداية مقالتي، أنا أنتمي إلى شركة عائلية، واحدة من الثلاث ملايين شركة صغيرة ومتوسطة الحجم التي تشكل النسيج الصناعي لبلدي. أنا أعتبر نفسي سيدة أعمال مقدامة وأرغب في أن يجد الجيل القادم، والذي أثق في أنه سيكون جيلًا رائعًا وأكثر استعدادًا وتكيفًا، مستقبلا أخضر ورقميا لأننا تمكنا من تجاوز العاصفة، واستعددنا لمواجهة العواصف المستقبلية بشجاعة ودون خوف.
أود الآن أن أقدم العنصر الموالي من السلسلة، وهي إيزابيل غيرا، امرأة مذهلة حقا.
أولاً بسبب فنها، فهو رائع لدرجة تحملك على الاعتقاد بأن شخصا قادرا على تصور أعمال بهذا الجمال لا يمكن أن ينتمي إلى عالمنا.
وثانيًا بسبب شخصيتها القوية والثابتة والمتسقة، وهي خاصيات نادرًا ما نجدها، ما يجعلنا نتساءل من جديد إن كانت تنتمي إلى عالمنا.
وأخيرا، لأنه من المستحيل تصور أن تلك المهارات وتلك الشخصية القوية تنتمي إلى امرأة صغيرة البنية وكرست حياتها للكنيسة. أنا جد فخورة ببمعرفتها وتقديمها..
*كلارا أربا أزوفرا. الرئيسة التنفيذية لشركة ARPA Equipos Móviles de Campaña ورئيسة الميثاق العالمي للأمم المتحدة.
يشارك: